قال مقاتل: جعل فيه نورا وحرًا، والوهج يجمع النور والحرارة.
{وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ} [النبأ: 14] قال مجاهد، ومقاتل، والكلبي، وقتادة: يعني الرياح.
وقال الأزهري: هي الرياح ذوات الأعاصير.
ومن معناه الباء، كأنه قال: بالمعصرات، وذلك أن الريح تستدر المطر.
وقال أبو العالية، والربيع، والضحاك: هي السحاب.
وهي رواية الوالبي، عن ابن عباس.
قال الفراء: المعصر: السحابة التي تتجلب المطر.
وقوله: ماء ثجاجًا أي: صبابًا، يقال: ثج الماء يثج ثجوجًا.
إذا انصب.
لنخرج به أي: بذلك الماء، حبًا وهو ما يأكله الناس، ونباتًا ما تنبته الأرض، مما يأكل الناس، والأنعام.
وجنات ألفافًا ملتفة من الشجر، واحدها: لف، بالكسر، وقال أبو العباس: واحدها لفا: وحمعها لف.
ثم يجمع ألفافًا.
{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا {17} يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا {18} وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا {19} وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا {20} إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا {21} لِلطَّاغِينَ مَآبًا {22} لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا {23} لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا {24} إِلا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا {25} جَزَاءً وِفَاقًا {26} إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا {27} وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا {28} وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا {29} فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلا عَذَابًا {30} } [النبأ: 17-30] .
{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ} [النبأ: 17] يوم القضاء بين الخلق، {كَانَ مِيقَاتًا} [النبأ: 17] لما وعد الله من الثواب، والعقاب.
{يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا} [النبأ: 18] زمرًا من كل مكان للحساب.
وفتحت السماء لنزول الملائكة، فكانت أبوابًا أي: ذات أبواب.
{وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ} [النبأ: 20] عن أماكنهم، فكانت سرابًا أي: هباء منبثًا لعين الناظر، كالسراب بعد شدتها وصلابتها.
{إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا} [النبأ: 21] قال الزهري: المرصاد: المكان الذي يرصد الراصد فيه العدو.
وقال المبرد: مرصادًا يرصدون به، أي: هو معد لهم، يرصد بها خزنتها الكفار.
ثم بين أنها مرصاد لمن، فقال: {لِلطَّاغِينَ} [النبأ: 22] قال ابن عباس: للمشركين الضالين.
{مَآبًا} [النبأ: 22] مرجعًا يرجعون إليه.
{لابِثِينَ فِيهَا} [النبأ: 23] وقرأ حمزة لبثين فيها وهما بمعنى واحد، مثل