بن يزيد، أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن قتادة، قال: جاء رجل إلى عكرمة، فقال: أرأيت قول الله تعالى: {هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ} [المرسلات: 35] وقوله: {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} [الزمر: 31] .
قال: إنها مواقف منها، فتكلموا واختصموا، ثم ختم على أفواههم، فتكلمت أيديهم وأرجلهم، فحينئذ لا ينطقون، وهو قوله: {وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} [المرسلات: 36] .
وهذا يوم الفصل بين أهل الجنة والنار، جمعناكم يعني: مكذبي هذه الأمة، والأولين الذين كذبوا أنبياءهم.
{فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ} [المرسلات: 39] قال مقاتل: يقول: إن كانت لكم حيلة فاحتالوا لأنفسكم.
ثم ذكرالمؤمنين، فقال: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ {41} وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ {42} كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {43} إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ {44} وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ {45} كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ {46} وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ {47} وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ {48} وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ {49} فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ {50} } [المرسلات: 41-50] .
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ} [المرسلات: 41] الشجر، وظلال أكنان القصور، وعيون ماء.
{وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ} [المرسلات: 42] ويقال لهم: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [المرسلات: 43] في الدنيا بطاعتي.
ثم قال لكفار مكة: {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلا} [المرسلات: 46] أي: في الدنيا إلى منتهى آجالكم، {إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ} [المرسلات: 46] مشركون بالله.
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ} [المرسلات: 48] إذا أمروا بالصلوات الخمس، لا يصلون.
{فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} [المرسلات: 50] يقول: إن لم يصدقوا بهذا القرآن، فبأي كتاب يصدقون، ولا كتاب بعد القرآن؟