الحق، وسعر شقاء وعناء، وشدة عذاب مما يلزمنا من طاعته، وقال عطاء، عن ابن عباس: وجنون من قولهم: ناقة مسعورة، إذا كان بها جنون.

ثم أنكروا أن يكون الوحي يأتيه، فقالوا: {أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا} [القمر: 25] كيف خص من بيننا بالنبوة والوحي، {بَلْ هُوَ كَذَّابٌ} [القمر: 25] فيما يقول، أشر بطر متكبر، يريد أن يتعظم علينا بالنبوة.

قال الله تعالى: {سَيَعْلَمُونَ غَدًا} [القمر: 26] حين ينزل بهم العذاب، وقال الكلبي: يعني: يوم القيامة.

{مَنِ الْكَذَّابُ الأَشِرُ} [القمر: 26] أهم، أم صالح؟ {إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ} [القمر: 27] قال ابن عباس: إنهم تعنتوا على صالح، فسألوه أن يخرج لهم من صخرة ناقة حمراء عشراء، تضع لهم، ثم ترد ماءهم فتشربه، ثم تغدون عليهم بمثله لبنًا.

فقال الله تعالى: {إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ} [القمر: 27] أي: باعثوها بإنشائها، فتنة لهم محنة واختبارًا، فارتقبهم فانتظر، ما هم صانعون واصطبر على ما يصيبك من الأذى.

{وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ} [القمر: 28] بين ثمود وبين الناقة، يوم لها ويوم لهم، وهو قوله: {كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ} [القمر: 28] يحضر القوم يومًا، وتحضر الناقة يومًا، وحضر واحتضر واحد.

فنادوا صاحبهم قدار بن سالف عاقر الناقة، فتعاطى تناول الناقة بالعقر، فعقر وقد مضى تفسير العقر.

{إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً} [القمر: 31] قال عطاء: يريد: صيحة جبريل عليه السلام.

{فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} [القمر: 31] الهشيم: حطام الشجر والبقل، والمحتظر: الذي يتخذ لغنمه حظيرة، يمنعها من برد الريح، يقال: احتظر على غنمه، إذا جمع الشجر، ووضع بعضها فوق بعض، قال الزجاج: كانوا كالهشيم الذي يجمعه صاحب الحظيرة.

والمعنى: أنهم بادوا وأهلكوا، فصاروا كيبيس الشجر إذا تحطم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015