وَسَلَّمَ كان فرضًا في ذلك الوقت، {أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات: 15] في إيمانهم، فلما نزلت الآيتان أتوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يحلفون أنهم مؤمنون صادقون.
وعرف الله غير ذلك منهم، فأنزل: {قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ} [الحجرات: 16] علم ههنا بمعنى: أعلم، لذلك أدخلت الباء في بدينكم، يقول: أتخبرون الله بالدين الذي أنتم عليه؟ أي: أنه عالم بذلك، لا يحتاج إلى إخباركم به، وهو قوله: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} [الحجرات: 16] الآية.
وكان هؤلاء الأعراب يقولون لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جئناك بالعيال، والمال، والأنفال، ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان.
يمنون عليه بذلك، فأنزل الله تعالى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا} [الحجرات: 17] الآية، وهي ظاهرة إلى آخر السورة.