وفي الجحيم حميم ما تجرعه حلق ... فأبقى له في البطن أمعاء

والأمعاء: جميع ما في البطن من الحوايا، وأحدها معاء.

{وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ {16} وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ {17} فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ {18} فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ {19} } [محمد: 16-19] .

ومنهم يعني: من المنافقين، كانوا يستمعون إلى خطبة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الجمعة، وكان يعرض بهم، ويعينهم، فإذا خرجوا من المسجد، قالوا لأولي العلم من الصحابة: {مَاذَا قَالَ آنِفًا} [محمد: 16] أي: الساعة، ومعنى الآنف من الائتناف، يقال: ائتنفت الأمر، أي: ابتدأته، وأصله من الأنف وهو ابتداء كل شيء، وإنما سألوا أولي العلم، لأنهم لم يعقلوا ما قاله النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لمنع الله تعالى إياهم عن ذلك، وهو قوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [محمد: 16] قال مقاتل: ختم الله على قلوبهم بالكفر، فلا يعقلون الإيمان.

{وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ} [محمد: 16] في الكفر والنفاق.

والذين اهتدوا يعني: أهل الإسلام، زادهم ما قال الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هدى قال الضحاك: كلما أتاهم من الله تنزيل فرحوا به، فزادهم الله به هدى.

وآتاهم تقواهم وفقهم للعمل بما أمروا به، وهو التقوى، ويجوز أن يكون المعنى: وآتاهم ثواب تقواهم، أي: في الآخرة.

ثم خوف كفار مكة بقرب الساعة، وأنها إذا أتت لم يقبل منهم شيء، فقال: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً} [محمد: 18] وقد تقدم تفسير هذا في آي كثيرة، وقوله: {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} [محمد: 18] أي: علاماتها واحدها شرط، قال ابن عباس: معالمها.

يريد أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أشراطها، وقد قال: «بعثت أنا والساعة كهاتين» .

وقال مقاتل: يعني: أعلامها من انشقاق القمر، والدخان، وخروج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقد عاينوا هذا كله.

{فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} [محمد: 18] قال قتادة: يقول: أني لهم أن يتذكروا، أو يتوبوا إذا جاءتهم الساعة.

وقال عطاء: من أين لهم التوبة إذا جاءتهم الساعة؟ ومثله قوله: {يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} [الفجر: 23] .

وقوله: {فَاعْلَمْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015