ليسوا خيرًا منهم، يعني: أقوى وأشد وأكثر، قالت عائشة رضي الله عنها: «وكان تبع رجلًا صالحًا، ألا ترى أن الله تعالى ذم قومه، ولم يذمه» .
قوله: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ {38} مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ {39} إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ {40} يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ {41} إِلا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ {42} } [الدخان: 38-42] .
{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ} [الدخان: 38] قال مقاتل: لم نخلقهما عابثين لغير شيء.
{مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلا بِالْحَقِّ} [الدخان: 39] أي: للحق، يعني: الثواب على الطاعة، والعقاب على المعصية، ولكن أكثرهم يعني: المشركين، لا يعلمون.
قوله: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ} [الدخان: 40] يعني: يوم يفصل الرحمن بين العباد، ميقاتهم ميعادهم، أجمعين يوافي يوم القيامة الأولون والآخرون.
ثم نعت ذلك اليوم، فقال: {يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا} [الدخان: 41] لا ينفع قريب قريبًا، ولا يدفع عنه شيئًا، {وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ} [الدخان: 41] لا يمنعون من عذاب الله.
{إِلا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ} [الدخان: 42] يريد: المؤمنين، فإنه يشفع بعضهم في بعض، {إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ} [الدخان: 42] في انتقامه من أعدائه، الرحيم بالمؤمنين.
قوله تعالى: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ {43} طَعَامُ الأَثِيمِ {44} كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ {45} كَغَلْيِ الْحَمِيمِ {46} خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ {47} ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ {48} ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ {49} إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ {50} } [الدخان: 43-50] .
{إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ} [الدخان: 43] تقدم تفسيره.
طعام الأثيم ذي الإثم، وهو أبو جهل، لعنه الله.
كالمهل