يَضْحَكُونَ {47} وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {48} } [الزخرف: 45-48] .
{وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا} [الزخرف: 45] الآية.
قال عطاء، عن ابن عباس: لما أسري بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بعث الله له آدم ومن ولد من المرسلين، فأذن جبريل، ثم أقام وقال: يا محمد، تقدم فصل بهم.
فلما فرغ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الصلاة، قال له جبريل: سل يا محمد {مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا} [الزخرف: 45] الآية.
فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا أسأل، قد اكتفيت» .
وهذا قول الزهري، وسعيد بن جبير، وابن زيد، قالوا: جمع له الرسل ليلة أسري به، فلقيهم، وأمر أن يسألهم، فلم يشكك، ولم يسأل.
وقال أكثر المفسرين: سل مؤمني أهل الكتاب، الذين أرسلت إليهم الأنبياء: هل جاءتهم الرسل إلا بالتوحيد؟ وعلى هذا قال الزجاج: المعنى: سل أمم من أرسلنا؟ فحذف المضاف.
وقال ابن الأنباري: سل أتباع من أرسلنا.
ومعنى الأمر بالسؤال: التقرير لمشركي قريش، بأنه لم يأت رسول، ولا كتاب بعبادة غير الله.
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا} [الزخرف: 46] إلى قوله: {إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ} [الزخرف: 47] أي: يهزءون بآياته، ويضحكون منها، جهلا وغفلة.
{وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا} [الزخرف: 48] يعني: ما ترادف عليهم من الطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، والطمس وكانت كل آية من هذه الآيات أكبر من