الصَّالِحَاتِ} [الشورى: 26] يجيبهم إلى ما يسألونه، وقال عطاء، عن ابن عباس: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} [إبراهيم: 27] ، {وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} [الشورى: 26] سوى ثواب أعمالهم، تفضلا عليهم.

وقال أبو صالح عنه: يشفعهم في إخوانهم.

قوله: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ {27} وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ {28} } [الشورى: 27-28] .

{وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ} [الشورى: 27] قال خباب بن الأرت: فينا نزلت هذه الآية، وذلك أنا نظرنا إلى أموال قريظة والنضير، فتمنيناها، فأنزل الله هذه الآية.

قال مقاتل: يقول: لو أوسع الله الرزق لعباده، فرزقهم من غير كسب.

{لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ} [الشورى: 27] لعصوا، وبطروا النعمة، وطلبوا ما ليس لهم أن يطلبوه، {وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ} [الشورى: 27] نظرا منه لأوليائه وأهل طاعته، {إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ} [الشورى: 27] يعلم أنه لو أعطاهم ما يتمنون بغوا.

قوله: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ} [الشورى: 28] أي: المطر، {مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا} [الشورى: 28] من بعد ما يئس الناس منه، وذلك أدعى لهم إلى شكر منزله، والمعرفة بموقع إحسانه، قال مقاتل: حبس الله تعالى المطر عن أهل مكة سبع سنين، حتى قنطوا، ثم أنزل الله المطر، فذكرهم النعمة.

وينشر رحمته يبسط مطره، وهو الولي لأهل طاعته، الحميد عند خلقه.

{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ {29} وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {30} وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ {31} } [الشورى: 29-31] .

{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ} [الشورى: 29] يعني: الناس وغيرهم من الملائكة، قال مجاهد: الناس والملائكة.

{وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ} [الشورى: 29] يوم القيامة في الآخرة، {إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ} [الشورى: 29] .

{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ} [الشورى: 30] يعني: ما يلحق المؤمن مما يكره من نكبة حجر، أو عثرة قدم، فصاعدا،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015