حَشِيشٍ الْعَدْلُ، نا أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجُبُلانِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا بِهَذِهِ الآيَةِ: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} " ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى التَّوْبَةِ
فقال: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ} [الزمر: 54] أي: ارجعوا من الشرك والذنوب إلى الله تعالى فوحدوه، وأسلموا له وأخلصوا له التوحيد، {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ} [الزمر: 54] لا تمنعون من عذاب الله.
{وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} [الزمر: 55] يعني القرآن، يقول: أحلوا حلاله وحرموا حرامه.
وقال السدي: الأحسن ما أمر الله به في كتابه.
{مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً} [الزمر: 55] يريد الموت، وذلك أنهم يموتون بغتة فيقعون في العذاب، وهو قوله: {وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ {55} أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ} [الزمر: 55-56] قال المبرد: أي بادروا خوف أن تقول، وحذرا من أن تقول نفس.
وقال الزجاج: خوف أن تصيروا إلى حال تقولون فيها هذا القول.
{يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله} قال الفراء: الجنب القرب، أي: في قرب الله وجواره، والجنب