لا شريك له، نفروا من هذا، لأنهم كانوا يقولون الأوثان آلهة.
{وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} [الزمر: 45] يعني: الأصنام التي عبدوها من دونه، {إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [الزمر: 45] يفرحون، قل مجاهد، ومقاتل: يعني حين قرأ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة { [النجم، فقال: تلك الغرانيق العلى.
فرح كفار مكة بذلك حين سمعوا أن لها شفاعة.
وما بعد هذا مفسر فيما تقدم إلى قوله:] وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} [سورة الزمر: 47] قال مقاتل: ظهر لهم حين بعثوا ما لم يحتسبوا في الدنيا أنه نازل بهم في الآخرة.
والمعنى أنهم كانوا يتقربون إلى الله بعبادة الأصنام، فلما عوقبوا عليها بدا لهم من الله ما لم يحتسبوا.
وقد ظهر هذا في قوله: {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا} [الزمر: 48] أي: من مساوئ أعمالهم من الشرك وظلم أولياء الله، {وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ} [الزمر: 48] أنزل بهم كل ما أنذرهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ به مما كانوا ينكرونه ويكذبون به.
قوله: {فَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ {49} قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ {50} فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ {51} أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {52} } [الزمر: 49-52] {فَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ} [الزمر: 49] يعني الكافر، {ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ} [الزمر: 49] أعطيناه نعمة منا من عندنا، {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ} [الزمر: 49] ذكر الكناية، لأن المراد بالنعمة الإنعام، وقوله: على علم قال مقاتل: على خير