عَنْهُ
وقال مقاتل: نزلت في عمار بن ياسر.
وتفسير آناء الليل قد مضى.
وقوله: ساجدا وقائما يعني في الصلاة، يحذر الآخرة قال مقاتل: يحذر عذاب الآخرة.
{وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} [الزمر: 9] يعني الجنة، كمن لا يفعل ذلك؟ ليسا سواء.
وهو قوله: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9] أن ما وعد الله من الثواب والعقاب حق، {وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9] ذلك؟ {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ} [الزمر: 9] إنما يتعظ ذوو العقول من المؤمنين، فأما الجاهل الكافر فإنه لا يتعظ.
{قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ {10} قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ {11} وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ {12} قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ {13} قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي {14} فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ {15} } [الزمر: 10-15] {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا} [الزمر: 10] صدقوا بتوحيد الله، اتقوا ربكم بطاعته واجتناب معاصيه، وتم الكلام، ثم قال: للذين أحسنوا وحدوا الله وأحسنوا العمل، {فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ} [الزمر: 10] يعني الجنة، {وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ} [الزمر: 10] قال ابن عباس: يريد ارحلوا من مكة.
وهذا حث لهم على الهجرة من مكة إلى حيث يأمنون.
كقوله تعالى: {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا} [النساء: 97] .
{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ} [الزمر: 10] على دينهم فلا يتركونه لمشقة تلحقهم، وهذه الآية نزلت في جعفر بن أبي طالب وأصحابه حين لم يتركوا دينهم، ولما اشتد عليهم الأمر صبروا وهاجروا، وقوله: {أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10] قال عطاء: بما لا يهتدي إليه عقل ولا وصف.
وقال مقاتل: أجرهم الجنة وأرزاقهم فيها بغير حساب.
قوله: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ} [الزمر: 11] قال مقاتل: إن كفار قريش قالوا للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما يحملك على الذي أتيتنا به؟ ألا تنظر إلى ملة أبيك وجدك وسادة قومك، يعبدون اللات والعزى فتأخذ بها.
فأنزل الله قل يا محمد: {إِنِّي