بسم الله الرحمن الرحيم {ص وَالْقُرْءَانِ ذِي الذِّكْرِ {1} بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ {2} كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ {3} } [ص: 1-3] ص قال الضحاك: صدق الله.
وقال عطاء، عن ابن عباس: صدق محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
{وَالْقُرْءَانِ ذِي الذِّكْرِ} [ص: 1] الشرف، كقوله: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} [الزخرف: 44] وجواب القسم قد تقدم، أقسم الله تعالى بالقرآن أن محمدا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد صدق، كما تقول: فعل والله، وقام والله.
وقال أهل المعاني: جواب القسم محذوف بتقدير والقرآن ذي الذكر ما الأمر كما يقول الكفار.
ودل على هذا المحذوف قوله تعالى: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا} [ص: 2] قال مقاتل: كفروا بالتوحيد من أهل مكة.
في عزة حمية وتكبر عن الحق، وشقاق خلاف وعداوة لمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ثم خوفهم، فقال: {كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ} [ص: 3] يعني: الأمم الخالية المهلكة بتكذيب الرسل، فنادوا عند وقوع الهلاك بهم باستغاثة، {وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ} [ص: 3] أي: ساعة لا منجى ولا فوت.
قال ابن عباس: ليس حين نزو ولا فرار.
وقال قتادة: نادى القوم على غير حين النداء.
والمناص: مصدر ناص ينوص وهو الفوت والتأخر.
ولات بمعنى ليس بلغة أهل اليمن، وقال النحويون: هي لا زيدت فيها