إبراهيم فداء عن ابنه.
وما بعد هذا معنى ظاهر إلى قوله: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ} [الصافات: 112] من جعل الذبيح إسماعيل قال: بشر الله إبراهيم بولد نبي بعد هذه القصة جزاءا لطاعته، ومن جعل الذبيح إسحاق قال: بشر إبراهيم بنبوة إسحاق، وأثيب إسحاق بصبره بالنبوة، وهذا قول عكرمة عن ابن عباس.
وقوله: {وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ} [الصافات: 113] يعني كثرة ولدهما وذريتهما، وهم الأسباط كلهم، {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ} [الصافات: 113] أي: مؤمن محسن بإيمانه، وكافر ظلم نفسه بكفره.
{وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ {114} وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ {115} وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ {116} وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ {117} وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ {118} وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الآخِرِينَ {119} سَلامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ {120} إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ {121} إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ {122} } [الصافات: 114-122] {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ} [الصافات: 114] أنعمنا عليهما بالنبوة {وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ} [الصافات: 115] الذي كانوا فيه من استعباد فرعون إياهم وما كان يصيبهم من جهته من البلاء.
{وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ {123} إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ {124} أَتَدْعُونَ بَعْلا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ {125} وَاللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ {126} فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ {127} إِلا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ {128} وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ {129} سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ {130} إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ {131} إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ {132} } [الصافات: 123-132] قوله: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} [الصافات: 123] إلياس نبي من أنبياء بني إسرائيل، وقصته مشهورة مع قومه، وقرأ ابن عامر وإن الياس بغير همز، جعل الهمزة التي تصحب اللام للتعريف، كقوله: واليسع والوجه قراءة العامة، لأن الهمزة تابعة في هذا الاسم وليست للتعريف، يقوي ذلك قوله: {سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} [الصافات: 130] فهذا يدل على أن الهمزة ثابتة في إلياس.
{إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ} [الصافات: 124] ألا تخافون الله فتعبدونه وتوحدونه.
{أَتَدْعُونَ بَعْلا} [الصافات: 125] قال عطاء: يعني صنما كان لهم يعبدونه، وكان من ذهب.
والمفسرون يقولون: ربا.
وهو بلغة اليمن، يقولون للسيد والرب: البعل.
وتذرون عبادة، أحسن الخالقين.
{اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ} [الصافات: 126] .
قرئ بالرفع على الاستئناف لتمام الكلام الأول، والمعنى: إنه خالقكم وخالق من كان قبلكم ورازقكم، فهو الذي تحق له العبادة.
وقرئ بالنصب على صفة أحسن الخالقين.
{فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} [الصافات: 127] النار، {إِلا عِبَادَ اللَّهِ