في قوله: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ} [البقرة: 195] .
وقوله: وصبغ للآكلين الصبغ والصباغ ما يصطبغ به من الأدم , وذلك أن الخبز يلون بالصبغ إذا غمس فيه , والاصطباغ بالزيت المغمس فيه للأئتدام به , والمراد بالصبغ بالزيت في قول ابن عباس: فإنه يدهن به ويؤتدم.
وقال مقاتل: جعل الله في هذه الشجرة أدما ودهنا , فالأدم الزيتون , والدهن الزيت.
قوله: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً} [المؤمنون: 21] مفسرة في { [النحل إلى قوله:] وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ} [سورة المؤمنون: 21] يعني: في ظهورها وألبانها وأولادها وأصوافها وأشعارها.
{وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} [المؤمنون: 21] من لحومها وأولادها والكسب عليها.
{وَعَلَيْهَا} [المؤمنون: 22] يريد الإبل خاصة , {وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ} [المؤمنون: 22] قال الكلبي: ما في البحر فالسفن , وما في البر فالإبل.
وهذا كقوله: {وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [الإسراء: 70] .
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ {23} فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأَنْزَلَ مَلائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ {24} إِنْ هُوَ إِلا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ {25} } [المؤمنون: 23-25] قوله: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} [المؤمنون: 23] قال ابن عباس: يعزي نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن غير أمته قد كذبوا الأنبياء وجحدوا البعث.
{فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ} [المؤمنون: 23] أطيعوه ووحدوه , {مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [المؤمنون: 23] ما غيره رب , {أَفَلا تَتَّقُونَ} [المؤمنون: 23] أفلا تتقونه بالطاعة والتوحيد.
{فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ} [المؤمنون: 24] يعني: الأشراف , والرؤساء , وذوي الأمر منهم , {مَا هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} [المؤمنون: 24] أي أنه آدمي لا فضل له عليكم , {يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ} [المؤمنون: 24] يتشرف بأن يكون له الفضل عليكم فيصير متبوعا وأنتم له تبع , {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ} [المؤمنون: 24] أن لا يعبد شيء سواه , {لأَنْزَلَ مَلائِكَةً} [المؤمنون: 24] ولم يرسل بشرا آدميا , {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا} [المؤمنون: 24] الذي يدعونا إليه نوح من التوحيد , {فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ} [المؤمنون: 24] في الأمم الماضية.
{إِنْ هُوَ إِلا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ} [المؤمنون: 25] حالة جنون , {فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ} [المؤمنون: 25] انتظروا موته فتستريحوا منه.
{قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ {26} فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ {27} فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {28} وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ {29} إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ {30} } [المؤمنون: 26-30] {قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ} [المؤمنون: 26] بتكذيبهم , والمعنى: انصرني بإهلاكهم جزاء لهم بتكذيبهم.
فأوحينا إليه مفسر في { [هود إلى قوله:] فَاسْلُكْ فِيهَا} [سورة المؤمنون: 27] أي: أدخل في سفينتك.
{وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلا} [المؤمنون: 29] يجوز أن يكون المنزل بمعنى الإنزال، والمعنى إنزالا , {مُبَارَكًا} [المؤمنون: 29] قال مقاتل: يعني بالبركة أنهم توالدوا وكثروا.
ويجوز أن يكون المنزل موضعا للإنزال , كأنه قيل: أنزلني مكانا أو موضعا، وهو قول الكلبي: منزلا