لهم النعمة فيزيدوا كفرا وطغيانا، ورزق ربك في المعاد، يعني الجنة، خير وأبقى أكثر وأدوم.
قوله: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ} [طه: 132] قال سعيد بن جبير: قومك يعني من كان على دينه، كقوله: {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ} [مريم: 55] وقد تقدم:
612 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عُمَرَ النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ شَبِيبٍ الْمَعْمَرِيُّ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أنا أَبُو النُّعْمَانِ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا نَزَلَ بِأَهْلِهِ ضِيقٌ أَمَرَهُمْ بِالصَّلاةِ، وَتَلا هَذِهِ الآيَةَ: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ
وقوله: واصطبر عليها أي: اصبر على الصلاة، فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر،} لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا { [طه: 132] لخلقنا ولا لنفسك،} نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ { [طه: 132] قال ابن عباس، والسدي: يعني الجنة.
للتقوى قال الأخفش: لأهل التقوى.
قال ابن عباس: يريد الذين صدقوك واتبعوك واتقوني.
قوله:} وَقَالُوا لَوْلا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى {133} وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى {134} قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى {135} { [طه: 133-135] وقالوا يعني المشركين،} لَوْلا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ { [طه: 133] هلا يأتينا محمد بآية من ربه كما أتي بها الأنبياء، نحو الناقة والعصا،} أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى { [طه: 133] بيان ما في الكتب من أنباء الأمم التي أهلكناهم لما كفروا، ثم كفروا بها فماذا يؤمنهم أن يكون حالهم في سؤالهم الآيات كحال أولئك، وهذا البيان إنما قص عليهم في القرآن.
} وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ { [طه: 134] يعني مشركي مكة،} بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ { [طه: 134] القبل: بعث محمد ونزول القرآن، لقالوا يوم القيامة:} رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولا { [طه: 134] هلا أرسلت إلينا رسولا يدعونا إلى طاعتك، فنتبع آياتك نعمل بما فيها} مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ { [طه: 134] بالعذاب، ونخزى في جهنم.
قل لهم يا محمد: كل منا ومنكم، متربص نحن نتربص بكم وعدا لنا فيكم، وأنتم تتربصون بنا الدوائر، فانتظروا، فستعلمون إذا جاء الأمر، وقامت القيامة،} مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ [طه: 135] الدين المستقيم ومن اهتدى من الضلالة، أنحن أم أنتم؟