كل رجل عصا وحبل غليظ مثل حبال السفر.

وقال عكرمة: كانوا تسع مائة.

وقال محمد بن إسحاق كانوا خمسة عشر ألف.

{يُخَيَّلُ إِلَيْهِ} [طه: 66] إلى موسى، {مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} [طه: 66] قال الكلبي: خيل إلى موسى أنها حيات كلها، وأنها تسعى على بطنها.

يقال: خيل إليه إذا شبهه له، أدخل عليه التهمة والشبهة.

{فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى} [طه: 67] أي: أحس ووجد خوفا، لأن سحرهم كان من جنس ما أراهم فِي العصا، فخاف أن يلتبس الناس على أمره ولا يؤمنوا به.

فقال الله: {قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى} [طه: 68] عليهم بالظفر والغلبة.

{وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ} [طه: 69] يعني العصى، {تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا} [طه: 69] قال الزجاج: القراءة بالجزم جواب الأمر، ويجوز الرفع على معنى الحال، كأنه قال: ألقها متلقفة.

{إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ} [طه: 69] أي: إن الذي صنعوه كيد ساحر.

وقرئ كيد سحر والمعنى: كيدا من سحر، كما قالوا: قميص حرير، وجوبة خز.

{وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه: 69] قال ابن عباس: ولا يسعد الساحر حيث ما كان.

وروى جندب بن عبد الله البجلي، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إذا رأيتم الساحر فاقتلوه، ثم قرأ: {وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه: 69] قال: لا يأمن حيث وجد ".

{قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى {71} قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا {72} إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى {73} } [طه: 71-73] وما بعد هذا مفسر فِي { [الأعراف إلى قوله:] إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ} [سورة طه: 71] قال ابن عباس: يريد معلمكم.

قال الكسائي: الصبي بالحجاز، إذا جاء من عند معلمه، قال: جئت من عند كبيري.

وقال محمد بن إسحاق: إنه لعظيم السحار، والكبير فِي اللغة الرئيس، ولهذا يقال للمعلم الكبير.

وقوله: {وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه: 71] فِي بمعنى على، كقوله: {أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ} [الطور: 38] أي عليه.

ولتعلمن أيها السحرة، {أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا} [طه: 71] لكم، وأبقى وأدوم، أنا على إيمانكم، أو رب موسى على ترككم الإيمان به.

{قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ} [طه: 72] لن نفضلك ولن نختارك، {عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ} [طه: 72] قال مقاتل: يعني اليد والعصا.

وقال عكرمة، والقاسم بن أبي بزة: هو أنهم ما رفعوا رءوسهم حيث خروا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015