قيام الساعة، وذهاب صالحي هذه الأمة، قوم يتنابزون بالزنا، ينزو بعضهم على بعض فِي الأزقة، زناة.
{أَضَاعُوا الصَّلاةَ} [مريم: 59] قال الأكثرون: أخروها عن وقتها.
قال إبراهيم: أضاعوا الوقت.
وقال عمر بن عبد العزيز: شربوا الخمر فأضاعوها.
وقال سعيد بن المسيب: هو أن لا يصلي الظهر حتى يأتي العصر، ولا العصر حتى تغرب الشمس.
{وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ} [مريم: 59] المعاصي وشرب الخمر، والمعنى: آثروا شهوات أنفسهم على طاعة الله، {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59] قال ابن مسعود، ومجاهد، وعطاء، عن ابن عباس: وهو واد فِي جهنم.
593 - أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْقُرَشِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ: {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} ، قَالَ: نَهْرٌ فِي جَهَنَّمَ، بَعِيدُ الْقَعْرِ، خَبِيثُ الطَّعْمِ، وَلَيْسَ مَعْنَى يَلْقَوْنَ يَرِدُونَ فَقَطْ؛ لأَنَّ اللِّقَاءَ مَعْنَاهُ الاجْتِمَاعُ وَالْمُلابَسَةُ مَعَ الرُّؤْيَةِ
{إِلا مَنْ تَابَ} [مريم: 60] من التقصير فِي الصلاة، {وَآمَنَ} [مريم: 60] من اليهود والنصارى، وعمل صالحا بطاعة الله، {فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا} [مريم: 60] قال ابن عباس: لا ينقصون ثوابا.
{جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا {61} لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلا سَلامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا {62} تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا {63} } [مريم: 61-63] {جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ} [مريم: 61] قال ابن عباس: يريد أنهم عابوا عما فِيها مما لا عين رأت.
والمعنى: أنهم لم يروها، فهي غيب لهم، {إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا} [مريم: 61] قال الفراء: لم يقل آتيا، لأن كل ما أتاك فقد أتيته.
ونحو هذا قال الزجاج.
وقال ابن جريج: وعده فِي هذه الآية موعود وهو الجنة، و {مَأْتِيًّا} [مريم: 61] يأتيه أولياؤه وأهل طاعته.
{لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا} [مريم: 62] وهو الهذر وما يلغى من الكلام، إلا سلاما لكن يسمعون سلاما، وهو أن بعضهم يحيي بعضا بالسلام، ويرسل إليهم الرب الملائكة بالسلام، قال الزجاج: السلام اسم جامع للخير، لأنه متضمن السلام.
والمعنى أن أهل الجنة لا يسمعون ما يؤذيهم، وإنما يسمعون ما يسلمهم، {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} [مريم: 62] قال المفسرون: ليس فِي الجنة بكرة ولا عشية، ولكنهم يؤتون برزقهم على مقدار ما يعرفون من الغداء والعشاء.
قال قتادة: كانت العرب إذا أصاب أحدهم