عباس: أمروا أن يقاتلوا الأدنى فالأدنى من عدوهم مثل قريظة، والنضير، وخيبر، وفدك.
{وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً} [التوبة: 123] قال ابن عباس: شجاعة.
وقال مجاهد: شدة.
وقال الحسن: صبرا منكم على الجهاد.
وقال الضحاك: عنفا.
{وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ} [التوبة: 124] من المنافقين {مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا} [التوبة: 124] يقوله المنافقون بعضهم لبعض هزوا، قال الله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا} [التوبة: 124] قال ابن عباس: تصديقا ويقينا وقربة من الله.
وذلك إنهم إذا أقروا بال { [عن ثقة ازدادوا تصديقا إلى ما كانوا عليه من التصديق، وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ يفرحون بنزول السورة،] وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} [سورة التوبة: 125] شك ونفاق، {فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ} [التوبة: 125] كفرا إلى كفرهم لأنهم كلما كفروا ب { [ازداد كفرهم، قوله: أَوَلا يَرَوْنَ من قرأ بالتاء فهو خطاب للمؤمنين، ومن قرأ بالياء فهو تقريع للمنافقين بالإعراض عن التوبة، وقوله:] أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ} [سورة التوبة: 126] الآية، أي: يمتحنون بالأمراض والأوجاع وهي روائد الموت، {ثُمَّ لا يَتُوبُونَ} [التوبة: 126] من النفاق ولا يتعظون بذلك المرض، وقوله: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} [التوبة: 127] الآية: قال ابن عباس: كان إذا أنزلت { [فيها عيب المنافقين خطبهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعرض بهم في خطبته، شق ذلك عليهم فنظر بعضهم إلى بعض يريدون الهروب من عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقولون: هل يراكم من أحد من المؤمنين إن قمتم؟ فإن لم يرهم أحد خرجوا من المسجد، وذلك قوله: ثُمَّ انْصَرَفُوا، قال الحسن: ثم انصرفوا على عدم التكذيب بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وما جاء به.
وقال الزجاج: وجائز أن يكونوا ينصرفون عن المكان الذي استمعوا فيه.
] صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [سورة التوبة: 127] عن كل خير ورشد وهدى، ذلك {بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ} [التوبة: 127] عن الله دينه، قال الزجاج: أي: أضلهم الله مجازاة على فعلهم، وقوله: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ {128} فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ {129} } [التوبة: 128-129] {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} [التوبة: 128] قال ابن عباس: يريد محمدا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس في العرب قبيلة إلا وقد ولدته وله