هؤلاء المؤمنون الصادقون هم أهل الرحمة المستحقون لها، لا أولئك الذين يعتمدون على الأماني والتمنيات المعسولة دون إيمان ولا عمل صالح.
وصل الله تعالى بين الرسالات السماوية وبين الأنبياء والرسل عليهم السلام، فكان رسل الله الكرام يبشر بعضهم ببعض، ويبشرون بالذات برسالة محمد صلّى الله عليه وسلّم، لربط مهام الرسل بعضها ببعض، وإكمال آخرها لأولها، وقانون الربط والصلة: أن الله وضع قانونا عاما لمن يستحق رحمته وفضله وهم المؤمنون الأتقياء الصلحاء الذين يتبعون رسالة خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله الذي وصف الله رسالته بالأوصاف الآتية، قال الله تعالى:
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)
«1» «2» «3» [الأعراف:
7/ 157] .
وصف الله تعالى رسالة النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم بالأوصاف السبعة التالية:
1- إن مستحقي الرحمة الإلهية هم الذين يتبعون محمدا الرسول النبي الأمي، أي الذي لم يقرأ ولم يكتب، وإنما جاء بالقرآن المنزل عليه من ربه دليلا على صدقه، فالأمية من آيات نبوته، ليبقى التنزيل الإلهي القرآني المصدر التشريعي المستقل الذي لم