يظهر مما تقدم أن مقاصد القرآن الكريم ثلاثة:
1- إن المتّبع لما يرضي الله والمقبل على مراده يهديه القرآن إلى طريق النّجاة والسّلامة من الشّقاء والعذاب في الدنيا والآخرة، باتّباع الإسلام، والإسلام دين الحق والعدل والإخلاص والإنقاذ.
2- إن القرآن المجيد يخرج المؤمنين به من ظلمات الكفر والشّرك والوثنية، والوهم والخرافة، وانحراف التفكير، إلى نور التوحيد الخالص.
3- إن القرآن العظيم يهدي الناس ويرشدهم إلى الطريق الصحيح الموصل إلى الهدف السديد من الدين، وإلى خيري الدنيا والآخرة.
وكل هذه المقاصد القرآنية الموجهة إلى العالم بأجمعه إكمال لرسالات الأنبياء المتقدمين، وبناء وتقدّم وحضارة ومسيرة في الطريق الصحيح، وخير للبشرية جمعاء، قال الله تعالى: إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً (9) وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (10) [الإسراء: 17/ 9- 10] .
هذا العالم الكبير من ملكوت السماوات والأرض والوجود يشتمل على خالق قديم أزلي لم يتقدمه شيء، ومخلوق حادث أوجده الخالق، ومن المستحيل عقلا أن تكون صفات الخالق مثل صفات المخلوقات، وإلا كان مثلها واحتاج إلى من يوجده، فنقع في سلسلة من الافتراضات لا حصر لها، وهذا ممنوع في المنطق السليم. وحينئذ لا يتصور أن يكون أحد من المخلوقات له صفات الخالق المبدع أو حظّ من الألوهية،