أنعم الله تعالى على نبيه قبل البعثة وبعدها بنعم كثيرة، منها اجتماعية إنسانية، كما في سورة الضحى، ومنها شخصية ودينية تتعلق برسالته، كما في سورة الشرح المكية بالإجماع، والسورتان ذات موضوع واحد، وترتبط كل منهما بالأخرى، حتى قال بعضهم: إنهما سورة واحدة. ومجملها شرح الصدر: وهو كناية عن السرور، ووضع الأوزار المتقدمة على النبوة، ورفع الذّكر والسمعة والصيت، وتحقيق اليسر في الدين والدنيا والآخرة، وكل ذلك يقتضي الشكر، والحث على العبادة، والطاعة، والعمل الصالح، كما يبدو في سورة الشرح الآتية:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (?) وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ (?) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (?) وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (?)
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (?) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (?) فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (?) وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)
«1» «2» «3» «4» «5» «6» «7» [الشرح: 94/ 1- 8] .
هذه طائفة من النعم التي أنعم الله بها على نبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم، أولها: أن شرح الله صدره للنبوة وهيأه لها، وشرح الصدر في رأي الجمهور: تنويره بالحكمة، وتوسيعه لتلقي ما يوحى إليه. وقال ابن عباس رضي الله عنه وجماعة: هذه إشارة إلى شرح