عدّد الله تعالى بعض النعم على النبي المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، إظهارا لمكانته في أعين قريش، وردا عليهم فيما زعموا بأن الله تعالى بتأخيره إنزال الوحي على نبيه قد قلاه (أبغضه) ربه وأبعده. وتميزت هذه النعم بأنها في الغالب أخلاقية أدبية، لا مادية أو سلطوية اغترارية، ثم أمر الله نبيه بشكر هذه النعم، وبالإحسان إلى الأيتام والسائلين، ليكون مثلا أعلى للإنسانية، وتسلك أمته سلوكه، وتنتهج نهجه، وذلك في سورة الضحى المكية بالاتفاق:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالضُّحى (?) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (?) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى (?) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى (?)
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى (?) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى (?) وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى (?) وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى (?) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (?)
وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)
«1» «2» «3» «4» «5» «6» «7» «8» «9» [الضحى: 93/ 1- 11] .
أخرج الشيخان وغيرهما عن جندب قال: اشتكى النبي صلّى الله عليه وسلّم، فلم يقم ليلة أو ليلتين، فأتته امرأة، فقالت: يا محمد، ما أرى شيطانك إلا قد تركك، فأنزل الله:
وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى.
وأخرج الحاكم عن زيد