لن يجد الإنسان مهما تعرض له من محن وأزمات وكوارث وفتن أشد على نفسه من القيامة التي سميت بالغاشية، أي الداهية في سورة الغاشية المكية بالإجماع، فهي تذهل بها النفوس، وترتعد القلوب، وتنهار العزائم، وترى الناس فيها أحد فريقين لا ثالث لهما: فريق الجنة، وفريق السعير، والفرق بينهما كبير جدا، والإخبار القرآني عن القيامة وأهوالها إنذار وتحذير سابق قبل المفاجأة المذهلة، كما يبدو في هذه الآيات في مطلع سورة الغاشية:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ (?) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ (?) عامِلَةٌ ناصِبَةٌ (?) تَصْلى ناراً حامِيَةً (?)
تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (?) لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ (?) لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (?) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ (?) لِسَعْيِها راضِيَةٌ (?)
فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (?) لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً (?) فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ (?) فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ (14)
وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16)
«1» «2» «3» «4» «5» «6» «7» «8» «9» «10» «11» «12» [الغاشية: 88/ 1- 16] .