سورة الانشقاق المكية اتفاقا كسورتي التكوير والانفطار قبلها تصف أهوال القيامة وأحوال الناس فيها، وانقسامهم فريقين: أهل اليمين، وأهل الشمال. وتلك الأهوال الكبرى تثير الرعب والهلع، وتبين مدى ضعف الإنسان، وعجزه، وفقره، في مواجهة المشكلات، حيث لا ينفعه إلا الإيمان والعمل الصالح، فترى هؤلاء الأتقياء في أتم السرور، وترى الأشقياء في أشنع الأحوال وأتم الحزن والكآبة وانتظار الهلاك المتكرر. وذلك واضح في مطلع سورة الانشقاق:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ (?) وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (?) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (?) وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ (?)
وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (?) يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ (?) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ (?) فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً (?) وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً (?)
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ (?) فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً (?) وَيَصْلى سَعِيراً (12) إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14)
بَلى إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً (15)
«1» «2» «3» «4» «5» «6» «7» «8» «9» «10» «11» [الانشقاق: 84/ 1- 15] .