دليل على أن الإيمان والكفر داخلان في اختيار الإنسان وحريته، ولكن ضمن مشيئة الله، حيث لا يقع شيء في ملكوت الله إلا بمشيئته، وإلا كان الملك المطلق الملك مقهورا في سلطانه، وهذا لا يقع بالنسبة لله تعالى.
إن مشيئة العبد داخلة في إطار مشيئة الله، فما تشاؤون أن تتخذوا إلى الله سبيلا إلى النجاة إلا بمشيئة الله، ولا يقدر أحد أن يهدي نفسه، أو يؤمن أو يجلب نفعا لنفسه إلا بتوفيق الله، فالأمر إلى الله سبحانه، إن الله تعالى عليم بمن يستحق الهداية، فييسرها له، وعليم بمن يستحق الغواية، فيبقى في دائرة الضلال، وله الحكمة البالغة.
والله يدخل في جنته من يشاء من عباده إدخالهم فيها، فضلا من الله وإحسانا، ويعذب الظالمين الكافرين الذين ظلموا أنفسهم، عذابا مؤلما وهو عذاب جهنم.