الآثمون أصحاب الخطايا والذنوب. والخاطئ: الذي يتعمد الإثم والخطأ وترك الصواب. والمخطئ: الذي يفعله من غير تعمّد.
نفى الله تعالى في هاتين الآيتين أن يكون للكافر في الآخرة من يواليه، ونفى أن يكون له طعام إلا من غسلين: ما يسيل من أجساد أهل النار، وذلك غاية القبح.
ختم الله تعالى سورة الحاقّة بما يدلّ على تعظيم القرآن الكريم، وكونه تنزيل ربّ العالمين، على قلب رسوله الأمين، وأنه تذكرة للمتقين، ولا قيمة لتكذيب المكذبين، وسيبقى حق اليقين الذي لا شك فيه، ومصدر غصة وعذاب وحسرة على الكافرين، وهو الكتاب المعجز الدالّ على إخراس ألسنة المتقولين فيه، قال مقاتل: سبب نزول الآيات أي التي يقسم الله فيها على أن القرآن قول الله الذي يبلّغه رسول كريم: أن الوليد ابن المغيرة قال: إن محمدا ساحر، وقال أبو جهل: شاعر، وقال عقبة: كاهن، فقال الله عزّ وجلّ: فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ (38) الآيات، أي أقسم. وهذه هي الآيات:
فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ (38) وَما لا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ (41) وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (42)
تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ (44) لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ (47)
وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)
«1» «2» «3» «4» «5» «6» «7» «8» [الحاقّة: 69/ 38- 52] .