يتميّز الأنبياء عادة بالاتّصاف بأكرم الصفات وأسمى الآداب والأخلاق، لينشروا دين الله ودعوة التوحيد في الأرض، ويتحمّلوا صنوف المواجهة والمعارضة، ويحلموا على الناس ويتوسّعوا فيهم، ونبيّنا صلّى الله عليه وسلّم هو في قمة الخلق والأدب، وصفوة الناس في مكارم الأخلاق والآداب، لأنه خاتم النّبيين، والرسول إلى الناس كافة وإلى العرب خاصة، وسمة هؤلاء: القسوة والجفاء، والشدة والغلظة، والنجاح في الدعوة إلى الله يتطلب إلانة القلوب القاسية، وإزالة جفاء النفوس، لذا وصف الله تعالى نبيّه محمدا صلّى الله عليه وسلّم بالخلق العظيم، كما يبدو في الآيات الآتية في مطلع سورة القلم أو ن المكّية على الصحيح:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ (?) ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (?) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ (?) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (?)
فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (?) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (?) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (?) فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (?) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (?)
وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ (14)
إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16)
«1» «2» «3» «4» «5» «6» «7» «8» «9»