ولا أحد أظلم ممن يفتري الكذب على الله، ويجعل له شركاء، وهو يدعى إلى إسلام القلب لله، وإلى التوحيد والإخلاص، والله لا يرشد للحق والصواب القوم الكافرين الظالمي أنفسهم بالكفر.
إن الكفار يريدون أو يحاولون إبطال دعوة الإسلام، ومنع هدايته، ومقاومة دعوته، والله مظهر دين الإسلام في الآفاق، ولو كره الكافرون ذلك.
إن الله هو الذي أرسل رسوله محمدا صلّى الله عليه وسلّم بالهدى التّام، ودين الحقّ الناصع، المتمثّل بالقرآن والسّنة، ليجعله متفوقا على جميع الأديان، ولو كره المشركون ذلك، فإنه كائن لا محالة وهذا تأكيد لأمر الرسالة ومؤازرتها.
حكى الماوردي عن عطاء عن ابن عباس: أن النّبي صلّى الله عليه وسلّم أبطأ عليه الوحي أربعين يوما، فقال كعب بن الأشرف: يا معشر اليهود، أبشروا! فقد أطفأ الله نور محمد فيما كان ينزل عليه، وما كان ليتم أمره، فحزن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأنزل الله تعالى هذه الآية: يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا واتّصل الوحي بعدها.
وإنما قال: وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ أولا ليتناسب مع كلمة (النّور) فالكفر أعم من الشرك، والنّور أعم من الدين والرسول صلّى الله عليه وسلّم.
إن سبيل الفلاح والنجاح هو في اتّباع شرع الله ودينه، ولا نجد أحدا يعرض عن تعاليم الله تعالى إلا كان خاسرا خائبا، لأنه ورّط نفسه في المهالك والعقاب الأليم.
وحينئذ تكون التجارة الرابحة: هي في إعلان الإيمان بالله تعالى والجهاد في سبيله بالمال والنفس، لتحقيق العزّة والانتصار، والظفر بالسعادة، وتكون مناصرة دين