تحدّثت سورة القيامة على خبر إثبات وقوعها، وكون ذلك ذلك الخبر حقيقة ثابتة واقعة، وعلى كون الناس فيها بحسب حظوظهم وأعمالهم فريقين: أصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، ومن الفريق الأول فئة السابقين وهم الأنبياء المقربون عند ربّهم في جنات النعيم، فيصير الناس ثلاثة أصناف، لكل صنف مكان عند الله، فالسابقون وهم الأنبياء والرّسل والصّديقون والشهداء وأمثالهم: في منزلة خاصة هي أعلى المنازل، وأصحاب الميمنة: في منزلة أدنى في الجنة، وأصحاب الشمال وهم الكفار في نيران الجحيم، وهذا ما نجده صريحا في الآيات الآتية في مطلع سورة الواقعة المكّية بإجماع من يعتدّ بقوله من المفسرين:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (?) لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ (?) خافِضَةٌ رافِعَةٌ (?) إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (?)
وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا (?) فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا (?) وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً (?) فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (?) وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ (9)
وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12)
«1» «2» «3» «4» «5» «6» «7» «8» [الواقعة: 56/ 1- 12] .
إذا حدثت القيامة، والواقعة اسم من أسماء القيامة، كالصّاخّة والآزفة والطّامّة.