نعم الله تعالى لا تعدّ ولا تحصى، منها الكبرى المستقرة، ومنها الصغرى المتجددة بتجدّد الحياة الإنسانية وغيرها، فعلى كل إنسان شكر هذه النعم اعترافا بها وإجلالا لها ووفاء لحق المنعم، وربما كان أدق هذه النعم هو النسبية الكائنة بين الأشياء، بحيث لا يكون هناك زيادة ولا نقص، ونجد الحديث عن هذه النعم الكبرى في مطلع سورة الرحمن التي هي مكية النزول في الأصح.
وإنما نزلت حين قالت قريش بمكة: «وما الرحمن؟ أنسجد لما تأمرنا؟» . قال الله تعالى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الرَّحْمنُ (?) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (?) خَلَقَ الْإِنْسانَ (?) عَلَّمَهُ الْبَيانَ (?)
الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ (?) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ (?) وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ (?) أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ (?) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ (9)
وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ (10) فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ (12) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (13)
«1» «2» «3» «4» «5» «6» «7» «8» [الرحمن: 55/ 1- 13] .