أقسم الله تعالى ببعض مخلوقاته تنويها بشأنها على تمام قدرته وشمولها، في إيقاع العذاب بالكفار يوم القيامة، وهذا القسم عظيم يشمل المقسم به من الجبال، والمدّونات الإلهية في الصحف، والكعبة المشرفة، والسماء العالية، والبحار المترعة بالماء، والعذاب المذكور يكتنفه أهوال شدائد، ومخاطر مدلهمة محيطة بأهل العذاب، منها اضطراب السماء، ودك الجبال، وذعر أهل الضلال، ودفعهم بعنف إلى نار جهنم وإدخالهم فيها ومقاساة شدائدها، كما تذكر هذه الآيات في مطلع سورة الطور المكية:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالطُّورِ (?) وَكِتابٍ مَسْطُورٍ (?) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (?) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (?)
وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (?) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (?) إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ (?) ما لَهُ مِنْ دافِعٍ (?) يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً (?)
وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً (10) فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (11) الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (12) يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (13) هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (14)
أَفَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ (15) اصْلَوْها فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (16)
«1» «2» «3» «4» «5» «6» «7» «8» «9» [الطور: 52/ 1- 16] .