تابع الحق تبارك وتعالى الكلام عن إثبات البعث والرد على منكريه من المشركين في سورة الذاريات المكية بعد سورة ق، وكلتا السورتين في هذا الموضوع، مع بيان بعض أحوال البعث بين المؤمنين والكافرين في السورة الأولى، والتنبيه على أحداث الأمم السابقة مع أنبيائهم في السورتين، والانتهاء إلى تقرير التوحيد وهدم الشرك، وخطأ موقف الناس من الحياة، وغلبة الطبيعة على المصلحة الحقيقية في المستقبل.
وكان مطلع سورة الذاريات قسما من الرب تعالى على صدق البعث ووجوده، كما في هذه الآيات:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالذَّارِياتِ ذَرْواً (?) فَالْحامِلاتِ وِقْراً (?) فَالْجارِياتِ يُسْراً (?) فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً (?)
إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ (?) وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ (?) وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ (?) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (?) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (?)
قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (?) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ (11) يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (14)
«1» «2» «3» «4» «5» «6» «7» «8» «9» «10» [الذاريات: 51/ 1- 14] .