تكرر الحديث في القرآن المجيد عن إنكار المشركين البعث، مستهجنين أن إعادة الرفات البالية التي صارت ترابا مشتتا، كيف يمكن إعادتها للحياة مرة أخرى، وذلك بسبب فقد الإيمان، والجهل بقدرة الله الخارقة والشاملة لكل شيء، وجاء الرد القرآني على هذا الإنكار من نواح ثلاث: أولها: أن الله الذي خلقهم أول مرة قادر على إعادتهم، والإعادة أهون من البدء في مستوى عقل البشر، وثانيها: أن الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما من المخلوقات قادر على خلق جديد. وثالثها:
أن إنبات النبات والزرع والشجر من التراب الميت في الظاهر، وإحياء الأرض بالمطر، مثل إحياء الإنسان بقدرة الله، وقدرة الله تعالى تتجاوز كل التصورات.
وهذا ما دوّنته الآيات في مطلع سورة (ق) الآتية، وهي مكية بالإجماع وآيات سور كثيرة لإثبات الحشر، قال الله تعالى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (?) بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ (?) أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (?) قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ (?)
بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (5) أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها وَزَيَّنَّاها وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ (6) وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (8) وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9)
وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ (10) رِزْقاً لِلْعِبادِ وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ (11)
«1» «2» «3» «4»