وصنف الكافرين المكذبين بما أنزل الله في كتبه، الجاحدين برسالات الله وأنبيائه، فهؤلاء لا غيرهم مخلدون في نار جهنم، مقيمون فيها على الدوام، لا يموتون فيها ولا يحيون حياة طيبة، ولا يخرجون منها.
إن هذه القصة تثير تساؤلات ومشكلات عديدة، عن مكان الجنة والأكثرون على أنها في السماء، وعن نوع الشجرة وهي إما الكرم من العنب أو الحنطة أو التين، وعن عصيان آدم مع أن الأنبياء معصومون من الذنوب، والواقع أنها خطيئة من الصغائر، لا من الكبائر، صدرت من آدم قبل النبوة، وعن دخول إبليس الجنة بعد طرده منها، ولكن الخروج لا يمنع وصول وسوسته ابتلاء لآدم وحواء، وعن أفعال العباد أهي مخلوقة؟ والصحيح أنها من خلق الله تعالى، لقوله: فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً وعن التفضيل بين الملائكة والبشر، والظاهر أن عموم الملائكة أفضل من عموم البشر، وخواص البشر وهم الأنبياء أفضل من خواص الملائكة، كما قال جماعة. والتوقف عن الخوض في ذلك أولى وأكثر أدبا وتسليما لله تعالى.
لقد طالب الله الناس جميعا بالإيمان بشريعة القرآن وبما أنزل فيه، ومنهم بنو إسرائيل الذين أنعم الله عليهم بنعم كثيرة.
ذكّر الله بني إسرائيل المعاصرين للنّبي محمد صلّى الله عليه وسلم بهذه النعم العشر ليبادروا إلى الإيمان بالله وكتبه وبمحمد الذي أخبر عن هذا كله بوحي الله في قرآنه، فقال الله تعالى:
يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)
«1»