في مناسبات قرآنية كثيرة، أورد الله تعالى بعض الأدلة على وجوده وتوحيده، وكمال قدرته وحكمته، ومن أهم هذه الأدلة: خلق السماوات والأرض وتقديرها في مدة قليلة، وأتبع ذلك في بعض الآيات كما هنا توبيخ المشركين على كفرهم بخالق الأرض والسماء ومخترعهما، لذا فإنه آن للبشرية أن ينتهي الشرك من ساحتها.
ويتخلصوا من العقائد الباطلة، والموروثات الزائفة حتى في عصرنا الحاضر، وهذا ما تضمنته هذه الآيات الكريمة الآتية:
قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ (11) فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)
«1» «2» «3» [فصلت: 41/ 9- 12] .
قل أيها النبيّ لقومك المشركين على سبيل التوبيخ والتقريع: كيف تكفرون بالله الذي خلق الأرض في مقدار يومين، وتجعلون له شركاء من الملائكة والجن، والأصنام والأوثان، فذلك الخالق المبدع: هو رب العالمين كلّهم من إنس وجن، وهو مالكهم وخالقهم ومدبّرهم.
والحكمة في خلق هذه المخلوقات في مدة ممتدة، مع قدرته على إيجادها في لحظة واحدة: هي إظهار القدرة في ترتيب ذلك، حسب شرف الإيجاد أولا فأولا، وقال قوم: ليعلّم عباده التأني في الأمور والمهل.