وأنا خير منه، خلقتني من نار، وخلقته من طين؟! فصار بإبائه واستكباره، وتعاليه، وغروره من الكافرين، الذين استحقّوا اللعنة والطّرد من رحمة الله إلى يوم الدين.
من ألوان التكريم الإلهي للإنسان إسكان آدم وحواء في الجنة في بدء الخلق، ليكون تمهيدا لمصير أهل الاستقامة في نهاية الخلق. ولكن الحكمة الإلهية اقتضت إعاشة الإنسان في الأرض، لتعمير الكون، وتكاثر النوع الإنساني، وإظهار مزيته في جهاد النفس والهوى والشيطان.
وهذه قصة آدم وحواء في الجنة والأرض:
وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (39)
«1» «2» [البقرة: 2/ 35- 39] .
واذكر أيها النّبي لقومك حين أمر الله تعالى آدم وزوجه حواء بسكنى الجنة- الجنة الحقيقية العلوية، والتمتع فيها حيث شاءا، والأكل منها أكلا هنيئا لا عناء فيه، أو واسعا لا حدّ له. ونهاهما عن الأكل من شجرة معيّنة، ويكون الأكل منها ظلما لأنفسهما، وتجاوزا لأمر الله ومخالفة نهيه.