من وجوه إعجاز القرآن الكريم: الإخبار عن المغيبات سلفا في المستقبل، ووقوع الأشياء كما أخبر تماما، ومن هذه الأخبار الغيبية: هزيمة الروم أمام الفرس، ثم انتصار الروم على الفرس، وذلك في حدود بضع سنوات من ثلاث إلى عشر، كما أخبر القرآن، فبعد نزول سورة الروم سنة (622 م) ببضع سنين في سنة (627 م) أحرز هرقل عظيم الروم أول نصر حاسم للروم على الفرس، في نينوى، على نهر دجلة، وانسحب الفرس لذلك من حصارهم القسطنطينية، ولقي كسرى أبرويز مصرعه سنة (628 م) على يد ولده: شيرويه، وهذا ما أرّخه القرآن قبل وقوعه في الآيات الآتية في مطلع سورة الرّوم المكّية:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الم (?) غُلِبَتِ الرُّومُ (?) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (?) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (?)
بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ (7)
«1» «2» «3» «4» [الرّوم: 30/ 1- 7] .