ويتأمّلون في مدلولات الأشياء. فإن قرين الشيء وشبيهه يوضح الأمر، ويجلي الحقيقة.
قال جابر، قال النّبي صلّى الله عليه وسلم في قوله تعالى: إِلَّا الْعالِمُونَ: «العاقل: من عقل عن الله تعالى، وعمل بطاعته، وانتهى عن معصيته» .
ومما يؤسف حقّا أن ينزل مستوى الفكر الإنساني لهذه الدرجة من الدّنو، فإن عبادة الأصنام مجرد أسطورة أو خرافة، ومحض وهم وخطأ. ومما يزيد في الأسف أنه ما تزال هذه العبادة قائمة في زمننا في بعض البلاد الإفريقية كجنوب السودان وغيره، فإن هؤلاء البدائيين، قد يذهبون لنيل أعلى الشهادات العلمية من أوربا وأمريكا، ثم إذا عادوا لبلادهم، عادوا لتعظيم الأحجار والأصنام، وكأن العقل العلمي غير العقل الديني، وأن العلوم العصرية الحديثة لا تفيدهم شيئا في الإقلاع عن عادات وسطهم الديني، وبيئتهم الحياتية القائمة، كما حدثني بعض الأفارقة.
إن أدنى تأمّل في هذا الكون الرّحب، من السماء والأرض والمخلوقات العجيبة فيهما، يرشد الإنسان الحائر إلى العقيدة الحقّة والإيمان الصائب، وإلى العبادة الصحيحة في أسلوبها وجوهرها وغايتها، وتزداد العقيدة تأصّلا وتألّقا وثباتا بتلاوة القرآن العظيم الدّال على أن رسل الله الكرام أقاموا الأدلة الكافية على الإيمان بالله تعالى، وعلى توحيده، ووجوب عبادته، وإن أعرض بعض أقوامهم عن دعواتهم، ولم يقلعوا عن عاداتهم الذميمة. وسبيل عقد الصلة بالله تعالى، وإدراك لذّة مناجاته، وحلاوة مناداته: إنما هو بأداء الصلاة التي تنهى صاحبها إن أدّاها بحق عن كل ألوان الفحشاء والمنكر، الذي ينكره الشّرع والعقل، ومن ذكر ربّه ذكره الله بإفاضة الهدى ونور العلم عليه. وهذا ما أبانته الآيات الكريمة الآتية، قال الله تعالى: