إن في تلك القصة البليغة لعظة وعبرة لأهل مكة وغيرهم من المشركين، ولم يكن أكثرهم مؤمنين، وإن ربّك أيها النّبي لهو القوي القادر القاهر الغالب، الرحيم بعباده المؤمنين.
القرآن الكريم كتاب الكون الأكبر، والحياة الشاملة العامة ليوم القيامة، والدستور الإلهي المحكم في مختلف جوانب الحياة العقدية والتّعبّدية والتّعاملية، وهو حجة الله على خلقه، شفاء لما في الصدور، وربيع القلوب، وجلاء الأحزان والهموم، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن نطق به هدي إلى صراط مستقيم. وهو المعجزة الدائمة على صدق نبوات الأنبياء وخاتم النّبيين، وآية التّكريم والإعزاز للعرب قاطبة، لنزوله بلسان عربي مبين، وأبلغ وأفصح ما في اللغة العربية من بيان، فهو يتحدى البشرية كافة بأن يأتوا بمثله، ولن يستطيعوا، لأنه كلام رب العالمين، كما تقرر الآيات الآتية:
وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196)
أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ (197) وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199) كَذلِكَ سَلَكْناهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ (201)
فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (202) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (203) أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ (204)
«1» «2» «3» «4» [الشّعراء: 26/ 192- 204] .