تضمنت الآيات الكريمة ثلاث آداب إلزامية اجتماعية وهي:

أولا- استئذان النبي عند الخروج: إنما المؤمنون كاملو الإيمان إذا كانوا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في أمر اجتماعي ذي مصلحة عامة، كصلاة جمعة أو جماعة أو عيد، أو مشاركة في قتال عدو، أو تشاور في أمر خطير، فعليهم استئذان النبي، حين انصرافهم من مجلسه كالاستئذان عند الدخول، فأولئك المستأذنون هم المصدقون حقا بالله ورسوله، فأدب الإسلام اللازم في ذلك ألا يذهب أحد لعذر إلا بإذنه.

فإذا استأذنوك لبعض شؤونهم أو مهامهم، فأذن لمن تشاء منهم، على وفق الحكمة والمصلحة، فقد استأذن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في غزوة تبوك في الرجوع إلى أهله، فأذن له. ومع الإذن للمستأذن اطلب أيها الرسول من الله تعالى أن يغفر للمؤمنين ما قد يصدر عنهم، من زلات أو هفوات، إن الله واسع المغفرة لذنوب عباده المؤمنين التائبين، وواسع الرحمة بهم، فلا يعاقبهم بعد التوبة.

ثانيا- أدب الخطاب مع النبي: أيها المؤمنون لا تدعوا رسول الله في خطابه باسمه بأن تقولوا: يا محمد، يا ابن عبد الله، ولكن عظمّوه، وقولوا له: يا نبي الله، يا رسول الله، مع التوقير والتعظيم، والصوت المنخفض والتواضع، فإن الله تعالى يعلم يقينا- وقد في الآية: للتحقيق- أولئك الذين يتسللون من المسجد أو غيره، أي يخرجون خفية، واحدا بعد الآخر، دون استئذان من النبي، يتستر بعضهم ببعض أو بشيء آخر، لأن الله تعالى لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء. وسبب ذلك أنه إذا استأذن مسلم للخروج، قام المنافق إلى جنبه يستتر به، فأنزل الله الآية.

ثالثا- التحذير من المخالفة: ليحذر أو ليخش من خالف شريعة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم باطنا وظاهرا، وليحذر كل إنسان مخالفة أمر الرسول وطاعته، فمن خالف أمر الله ورسوله، تعرض لعذاب الله ونقمته، وهذا عام لكل مخالف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015