وثالث هذه الدعوات: ربنا ولا تحمل علينا شيئا أو حملا ثقيلا ننوء بحمله، ونعاني المشاق والمتاعب الشديدة من القيام به. ولقد كانت الأمم السابقة لعنادهم وعتوهم، تكاليفهم شاقة، فتوبتهم من الذنب مثلا بقتل النفس، وإزالة النجاسة بقطع موضعها، ونحو ذلك من الأمور الثقيلة والأعمال الشاقة.

ورابع هذه الدعوات: ربنا ولا تحمّلنا ما لا قدرة لنا عليه من العقوبة والفتن، ولا تشدّد علينا كما شدّدت على من كان قبلنا، ولا تحملنا من الأعمال ما لا نطيق.

وخامس هذه الدعوات وسادسها وسابعها: ربنا اعف عنا فيما واقعناه وارتكبناه وسامحنا عن تقصيرنا، واستر علينا ما علمت، واغفر لنا ما بيننا وبين عبادك، فلا تطلعهم ولا تظهرهم على عيوبنا وأعمالنا القبيحة، وتفضل علينا برحمة سابغة شاملة منك لنا، بأن توفّقنا حتى لا نقع في ذنب آخر، فأنت يا رب متولي أمورنا، وناصرنا، وعليك توكلنا، وإليك أنبنا ورجعنا، ولا حول ولا قوة إلا بك، وانصرنا على القوم الكافرين، يا رب العالمين.

هذه الأدعية السبعة ذات غرض واحد وهو دخول الجنة، فليحرص المؤمن والمؤمنة على تكرار الدعاء بها،

روى البخاري وبقية الجماعة عن ابن مسعود: عن النبي أنه قال: «من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه» .

أي عن قيام الليل،

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «ما أظن أحدا عقل وأدرك الإسلام ينام حتى يقرأهما» .

وروى الإمام أحمد أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «أعطيت هؤلاء الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش، لم يعطهن أحد قبلي» .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015