الزوجات التي أحلّها الله بعقد الزواج، ويقوم ملك اليمين الذي يتملك به السيد الرقبة أو الذات مقام العقد على الحرائر. فمن التزم الحلال، فلا حرج عليه ولا لوم بعدئذ، ومن طلب غير ذلك من الزوجات والإماء (الرقيقات في الماضي) فأولئك هم المعتدون، المتجاوزون حدود الله، فكلمة «العادون» يراد بها الظالمون.
6- والمؤمنون ذكورا وإناثا يحافظون على العهود والأمانات، فيؤدون الأمانة إلى أهلها، ولا يخونون، وإذا عاهدوا غيرهم وفّوا بشروط المعاهدة، فأداء الأمانة، والوفاء بالعهد صفة أهل الإيمان. أما الخيانة والغدر فهما صفة أهل النفاق.
ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان والترمذي والنسائي عن أبي هريرة وغيره: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان» .
7- والمؤمنون والمؤمنات يحافظون على أداء الصلاة في أوقاتها، مع أداء جميع أركانها وشرائطها، وتمثل عظمة الخالق فيها، والخشوع في كل حركة وسكنة وأذكار فيها.
جاء في الصحيحين عن ابن مسعود قال: «سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: يا رسول الله، أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال:
برّ الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله» .
أورد الله تعالى في أوائل سورة «المؤمنون» بعد بيان أوصافهم أربعة أدلة على وجوده وقدرته سبحانه وتعالى: وهي خلق الإنسان، وخلق السموات السبع، وإنزال الماء من السماء، وخلق أنواع الحيوان لمنافع بشرية، والمتأمل في هذه الأدلة والبراهين يجدها شاملة للكون الفسيح العظيم، وهي كلها من أجل خير الإنسان، سواء في بدء تكوينه وخلقه، أم بعد وجوده، لينتفع بخيرات السماء والأرض،