إن مهمة المربي المخلص الترغيب في الاستقامة، والتحذير من الانحراف، وإلا لم يكن مربّيا صدوقا، ولا معلما ناجحا، لذا عني القرآن الكريم من أجل النجاح في التربية بالحض على تقوى الله تعالى التي تشمل الجانبين الإيجابي والسلبي، بالتزام المأمورات التي تحقق الخيرات والفلاح، واجتناب المنهيات التي تؤدي إلى الشر والخسران، وهناك سبب آخر للأمر بالتقوى: وهو النجاة في عالم الحساب يوم الآخرة، ففي الآخرة الرعب والرّهب، ولا أمان من مخاوف هذا اليوم، والنجاة من أهواله، إلا باستقامة الإنسان، وقد أمر الله تعالى صراحة بالتقوى لتنفع صاحبها في عالم القيامة، فقال سبحانه:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (?) يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (?) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ (?) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ (4)
«1» «2» «3» [الحج: 22/ 1- 4] .
هذا مطلع سورة الحج المدنية النزول، وصدر الآية يتضمن تحذيرا لجميع العالم