جعله الله رسولا، وهو في مهد الطفولة، ويحيى عليه السلام الذي آتاه الله النبوة في عهد الصبا، كما جاء في قوله تعالى: وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا.
لذا بدأ يحيى، عليه السلام، ممارسة مهام النبوة وهو صغير، فكان يدعو الناس إلى التوبة من الذنوب، وكان يعمّدهم في نهر الأردن للتوبة من الخطايا، وقد أخذ النصارى طريقته، وسموه: (يوحنا المعدان) .
قال الله تعالى محددا تكليف يحيى بالنبوة منذ الصغر:
يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكاةً وَكانَ تَقِيًّا (13) وَبَرًّا بِوالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيًّا (14) وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15)
«1» «2» «3» «4» «5» [مريم: 19/ 12- 15] .
بعد أن ولد يحيى المولود السعيد الأسعد المبشر لزكريا عليه السلام في سن الشيخوخة، قال الله للمولود: يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ خاطبه الله تعالى بعد أن بلغ المبلغ المقبول أو المعقول الذي يخاطب به الإنسان، فقال له: يا يحيى خذ التوراة المتدارسة، والتي يحكم بها النبيون، والتي هي نعمة على بني إسرائيل، بجد واجتهاد، وعزيمة، وحرص على العمل بها.
ثم أورد الله تعالى ما أنعم به من نعم على يحيى عليه السلام وعلى والديه ووصفه بسبع صفات وهي:
- آتيناه أو أعطيناه الحكم والفهم للكتاب والفقه في الدين، والإقبال على الخير، وهو صغير حدث، دون سبع سنين.
- وحنانا من لدنا، أي رحمناه رحمة من عندنا، وأشفقنا عليه وأحببناه، أو تعظيما من لدنا كما قال عطاء، أو جعلناه ذا حنان، أي رحمة وشفقة ومحبة.