إن ميزان العدل الإلهي في غاية الدقة والاعتدال، فأهل العصيان والكفر إنما يعاقبون في الآخرة عقابا أليما بسبب ضلال سعيهم في الحياة الدنيا وإشراكهم، وتعاميهم عن الحق، وكفرهم بآيات ربهم ولقائه يوم القيامة، واتخاذهم آيات الله هزوا وسخرية، وهذه الأسباب الأربعة مجتمعة هي التي أدت إلى العقاب الشديد في الآخرة للكافرين المعاندين، وذلك حق وعدل مطلق، قال الله تعالى مبينا السبب والجزاء للكفر وأهله:
وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً (99) وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضاً (100) الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً (101) أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبادِي مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً (102) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً (103)
الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104) أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً (105) ذلِكَ جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آياتِي وَرُسُلِي هُزُواً (106)
«1» «2» «3» «4» «5» [الكهف: 18/ 99- 106] من علامات الساعة خروج يأجوج ومأجوج (قوم من البشرية) ففي زمن قبل يوم القيامة: يترك الله الناس يضطرب بعضهم ويختلط مع بعض آخر، فيكثر القتل، وتفسد الزروع، وتتلف الأموال، وذلك قبل نفخ الصور، فإذا اقترب موعد القيامة نفخ في الصور: (وهو القرن الذي ينفخ فيه للقيامة) .
وهي النفخة الثانية نفخة الصّعق، ويجمع الله الناس جمعا، بأن يحييهم الله بعد تلاشي أبدانهم وصيرورتها ترابا، ويحضرهم إلى المحشر والحساب جميعا. والنفخات