للعباد، فيكون التذكير بيوم القيامة وما فيه من مشاهد ضرورة دينية تشريعية، ينبغي أن يشتمل القلب عليها، ويستعدّ العبد للقاء ربّه في هذا اليوم الرهيب. وهذا ما تفضّل الله ببيانه في هذه الآيات الشريفة:
وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ (43) وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنا أَخِّرْنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ ما لَكُمْ مِنْ زَوالٍ (44) وَسَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ (45) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ (46)
«1» «2» «3» «4» [إبراهيم: 14/ 42- 46] .
هذه الآيات بجملتها فيها وعيد للظالمين، وإيناس للمظلومين. وتتضمن قرارا حتميّا بأن الله مطّلع على أعمال الظالمين الكافرين، غير غافل عنها، وإنما هو يمهلهم ويؤخرّهم للحساب على أعمالهم في الوقت المناسب، وفي اليوم الحاسم الموصوف بالصفات الآتية:
- أنه يؤخّرهم ليوم تشخص فيه الأبصار، أي شديد الأهوال، ومن شدّتها تظل فيه الأبصار مفتوحة، لا تطرف ولا تغمض، من شدة الفزع والحيرة والدهشة.
- ويأتي الناس فيه من قبورهم مهطعين، أي مسرعين إلى المحشر بالذّل والهوان، لشدة خجلهم من سوء الاعتقاد والأفعال والأقوال.
- ويكونون فيه أيضا مقنعي رؤوسهم، أي رافعي رؤوسهم، ينظرون في ذلّ وخشوع، ولا يلتفتون إلى شيء، كأن رؤوسهم يابسة محنّطة.