حق وواجب، حقّ للضعفاء، وواجب على الأقوياء الذين تسبّبوا إضلال أتباعهم، وإنهاء وجودهم في الحياة.
وفائدة قوله تعالى: لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ هو تعيين عاد القديمة، تمييزا لهم عن عاد التي هي إرم ذات العماد، فهما قومان مختلفان، ومتشابهان في عقاب الدنيا.
إن دعوة الأنبياء والرّسل عليهم السّلام لأقوامهم واحدة الجوهر، متشابهة الرّد والقبول، متماثلة في الغايات والنتائج، مقرونة بالمعجزات الدّالة على صدقهم بترتيب الله تعالى وإذنه. ومن هؤلاء الرّسل: صالح عليه السّلام دعا قبيلة ثمود في مساكن الحجر بين الحجاز والشام إلى عبادة الله وتوحيده، فقاوموه وعادوه بالرغم من تأييد الله له بمعجزة النّاقة، فاستحقّوا عقاب الله وتعذيبه. وهذا مضمون دعوته الأصلية، قال الله سبحانه:
وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61) قالُوا يا صالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا قَبْلَ هذا أَتَنْهانا أَنْ نَعْبُدَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا وَإِنَّنا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62) قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63)
«1» «2» «3» [هود: 11/ 61- 63] .