يفيد صاحبه في الدّارين. وخطاب بني إسرائيل بالصلاة بعد الإيمان كان قبل نزول التوراة، لأنها لم تنزل إلا بعد إجازة البحر وإهلاك فرعون وجنوده في اليم.
ومن ثمار الإيمان الحق: التّفاني في مرضاة الله وتقديم الدين على الدنيا، لذا قدمت الطائفة المؤمنة بموسى عليه السّلام الحماية من الفتنة الإيمانية وعدم المحنة في الدين، على نجاة أنفسهم من ظلم القوم الظالمين، فقالوا أولا: رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ثم قالوا: وَنَجِّنا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (86) .
حينما ييأس الرّسول النّبي من إجابة دعوته عند قومه، قد يدعو عليهم بإذن من ربّه، وهذا ما فعله موسى عليه السّلام الذي دعا قومه في مصر لتوحيد الإله، زمنا طويلا، فدعا الله عليهم بالهلاك والإبادة حتى تتهيأ الأرض لجيل آخر يستجيب لدعوة الإيمان. وكان دعاء موسى عليه السّلام متميزا ببيان سبب الدعاء، وهذا ما وصفه القرآن الكريم في قوله تعالى:
وَقالَ مُوسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوالاً فِي الْحَياةِ الدُّنْيا رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ (88) قالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما فَاسْتَقِيما وَلا تَتَّبِعانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (89)
«1» «2» [يونس: 10/ 88- 89] .
غضب موسى عليه السّلام من أقباط مصر، فدعا عليهم، وقدم للدعاء تقرير نعم