«تفسير» قال الله- تعالى-:

[سورة الصافات (37) : الآيات 1 الى 5]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِراتِ زَجْراً (2) فَالتَّالِياتِ ذِكْراً (3) إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ (4)

رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ (5)

والواو في قوله- تعالى-: وَالصَّافَّاتِ للقسم. وجوابه قوله: إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ.

و «الصافات» من الصف، وهو أن تجعل الشيء على خط مستقيم. تقول: صففت القوم فاصطفوا، إذا أقمتهم على خط مستقيم. سواء أكانوا في الصلاة، أم في الحرب، أم في غير ذلك.

و «الزاجرات» : من الزجر، وهو الدفع بقوة. تقول: زجرت الإبل زجرا- من باب قتل- إذا منعتها من الدخول في شيء ودفعتها إلى غيره.

و «التاليات» : من التلاوة، بمعنى القراءة في تدبر وتأمل.

وأكثر المفسرين على أن المراد بالصافات والزاجرات والتاليات: جماعة من الملائكة.

موصوفة بهذه الصفات.

فيكون المعنى: وحق الملائكة الذين يصفون أنفسهم صفا لعبادة الله- تعالى- وطاعته، أو الذين يصفون أجنحتهم في السماء انتظارا لأمر الله، والذين يزجرون غيرهم عن ارتكاب المعاصي، أو يزجرون السحاب إلى الجهات التي كلفهم الله- تعالى- بدفعه إليها، والذين يتلون آيات الله المنزلة على أنبيائه تقربا إليه- تعالى- وطاعة له.

وقد جاء وصف الملائكة بأنهم صافون في قوله- تعالى- في السورة نفسها: وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ. وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015