ومن الآثار التي جاءت في هذا الباب ما أخرجه الترمذي عن أبى سعيد قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول الله تعالى: «من شغله القرآن وذكرى عن مسألتى، أعطيته أفضل ما أعطى السائلين..» .
وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إن هذا القرآن مأدبة الله، فتعلموا من مأدبته ما استطعتم ... » .
وروى البخاري عن عثمان بن عفان عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» ، وروى مسلّم عن أبى موسى الأشعرى قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة (?) ريحها طيب وطعمها طيب. ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو. ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر. ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة لا ريح لها وطعمها مر» .
وروى مسلّم عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه- أى يقرؤه بصعوبة- وهو عليه شاق له أجران» .
وروى الترمذي عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من قرأ حرفا من كتاب الله فله بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها. لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» (?) .
هذا جانب من الأحاديث الشريفة التي أوردها القرطبي، وهو يتحدث عن فضائل القرآن، والترغيب فيه ... إلخ.
ولقد حذر النبي صلّى الله عليه وسلّم: أمته تحذيرا شديدا من نسيان القرآن، فقد روى الشيخان عن أبى موسى عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «تعاهدوا القرآن فو الذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا- أى:
تفلتا- من الإبل في عقلها» .
وروى الترمذي وأبو داود عن أنس بن مالك عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «عرضت على ذنوب أمتى فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها» .
هذه أهم المقاصد والحكم التي من أجلها أنزل الله- تعالى- القرآن على نبيه صلّى الله عليه وسلّم: أن